2012/05/23

أثر القبائل في النهضة الثقافية "ادوعـل كمثال"


"لقد كان لكل قبيلة أثرها البارز في قيام هـذه النهضة الثقافية ومن ثم ازدهارها لا مراء في ذلك ولا جدال ولـكن الدور العلوي كان الأبرز حيث بدأت ملامح تلك الريادة مع التأسيس الثاني لمدينة شنقيط ،حين تولوا بها منصب الرئاسة لتتضح أكثر عند البداية الفعلية لهـذه النهضة الثقافية والعلمية في القرن العاشر الهجري"


نص المقال:

باسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم 
وبعد فاني أردت من خلال نشر هـذا المقال أن أجعل  القراء الكرام أمام الخطوط العريضة لبحث أنا بصدد جمعه رغبة في اثراء مادته بما سيكتبون من ملاحظات واقتراحات وتصويبات ومعلومات جادةومسؤولة ومعينة ،فأقول :

لقد كان لكل قبيلة أثرها البارز في قيام هـذه النهضة الثقافية ومن ثم ازدهارها لا مراء في ذلك ولا جدال ولـكن الدور العلوي كان الأبرز حيث بدأت ملامح تلك الريادة مع التأسيس الثاني لمدينة شنقيط ،حين تولوا بها منصب الرئاسة لتتضح أكثر عند البداية الفعلية لهـذه النهضة الثقافية والعلمية في القرن العاشر الهجري بظهور محظرة القاضي عبد الله ابن محمد الحبيب العلوي(ت1101هـ) الذي حج ومر بمصر فبهر بعلمه شيخها عليا الأجهوري (ت 1087 هـ ) وتلميذيه عبد الباقي الزرقاني والخرشي ،وعاد باجازة في الحديث فنشر العلم في شنقيط ثم رحل منها الى القبلة ليتابع نشر العلم و ليصبح أستاذ تشمشة ثم بني حسن فتسلسل العلم في بنيه الى اليوم وخير شاهد على ذلك حواضرهم العامرة بالعلم والقرءان والذكر والدعوة الى الله تعالى بالحال والمقال فلا يحصى عدد الذين اعتنقوا الاسلام على أيديهم ، ثم بعد خروجه من شنقيط خلفه على محظرته ابنه محمد )محم) الذي أخذ عنه ابنه سيدي عبد الله (ول رازك ((ت 1144هـ ) وعنه الحاج ابراهيم الذي سمى باسمه ابنه سيدي عبد الله ، وعن ول رازك أيضا أخذ الفقيه سيد أحمد ابن موسى الولاتي شيخ البارتيلي ، كما يذ كر أيضا أن شيخ الشيوخ العالم العلامة المختار ابن بون أخذ عنه.


كما خلف القاضي أيضا في شنقيط محظرة تلميذه الطالب محمد ابن المختار ابن الأعمش العلوي (ت1107هـ )الذي يعتبر بحق قاضي شنقيط وأكبر فقهائها ، والذي حج وقدم بالاجازة في الموطا وصحيح البخاري ومؤلفات السنوسي ، وهو أول من شرح الاضاءة .


ثم محظرة حرمه ابن عبد الجليل العلوي  (ت1243 هـ ) وعنه أخذ الحبيب ابن المختار ابن اجفغ عبيد العلوي صاحب مرتضى الزبيدي ، وعنه أيضا غالي البصادي ، وعنه أيضا وكفى شيخ مشائخنا الشيخ سيديا ول المختار ول الهيبه ، وعن الأخير محمد امبارك اللمتوني، وحفيده الشيخ سيديا باب وعنه ابراهيم ابن محمد الأمين (اباه ) اللمتوني .


ليتكامل الازدهار مع العالم العارف سيدي عبد الله ابن الحاج ابراهيم العلوي (ت 1233 هـ ) الذي يعتبر باتفاق المجدد في قرنه بما في الكلمة من معنى حيث ألف في أغلب الفنون وانشر علمه من خلال تلاميذه وتلاميذهم ، فقد أخذ عنه الولي عبد الله ابن الولي الصالح سيد محمود ، وأخذ عنه ابنا اطوير الجنه ، وأخذ عنه الولى الشريف الطالب أعمر ابن الولي الصالح اعل السيد الدميسي ، وأخذ عنه القطب الشيخ محمد الحافظ العلوي، وأخذ عنه الشيخ أحمد ابن محمد الأمين الجكني وعنه أخوه الطالب عبد الله صاحب الرسم ، كما أن تلميذيه سيد أحمد باب ابن محمد الجكني ومحمد ابن المختار العلوشي هما شيخا العالم العلامة المجدد لمرابط محمد الأمين ابن أحمد زيدان الجكني ( ت1333 هـ ) والذي أخذ عنه كل من أحمد ابن مود ،وأحمد ابن أحمد الهادي،و الطالب ول عبد الله ،وول اعلمبي طالب، والسالك ول فحف، وعن هـؤلاء أخذ محمد حبيب الله ابن ما يابى وءاب ول اخطور ، ولمرابط ول أحمد نوح ومحمد عبد الله ول الامام ، ومحمد عبد الله ول آد ، والشريف محمد ول البخاري السباعي ، والشريف الصحه ول ديد ، والشريف ول لبات النزاري ، والشيخ محمد المصطفى ابن سيد يحيى ، والسالك ابن البشير ، ومحمد المصطفي ول دي ، ومحمد عبد الله ول اب ، وحمود ول متار ، والحاج ول فحف ومحمد المصطفى ابن الشيخ سيد ابات .


ولتوضيح ما ذهبنا اليه يمكن استقراء امثلة لبعض العلوم على النحو التالي :

ففي القرءان مثلا وان كانت الريادة لسيدي عبد الله ابن ابي بكر التنواجيوي (ت 1145 هـ ) وكان انشارروايته هنا على يد سيد عبد الرحمــن المسومي وابنه محمد احيد ، فان حرمه ابن عبد الجليل ومن بعده  أحمد ابن بد العلويين هما من نشر روايته في القبلة ، كما ذكره العلامة الدنبجه ابن معاوية ، وايضا فان حامد ابن محنض باب الديماني (ت 1363 هـ ) ذكر أن ابن الأعمش عاد من رحلته باجازة في السبع من ابن القاضي (ت1082 هــ )، كما أن سيدي عبد الله ابن الحاج ابراهيم نظم القراءات الثلاث التي تركها الشاطبي .


وفي النوازل التي هي زبدة الفقه كانت الريادة لابن الأعمش بنوازله الشهيرة التي نظمها العالم النظامة سيدي عبد الله ابن الحاج حماه الله الغلاوي (ت1209 هـ ) فكل من تكلم في النوازل بعده كان عيالا عليه، و سيدي عبد الله ابن اجفغ سيد أحمد العلوي (من ق 12 هـ ) له نوازل مجموعة، ثم سيدي عبد الله ابن الحاج ابراهيم بنوازله الذائعة الصيت التي نظمت مرات ، كما أن كتابه  طرد الضوال والهملاعتبره ابن البراء الديماني من النصوص التأسيسية للافتاء التي لا غنى عنها .


وفي الاصول ، وفي مصطلح الحديث ، وفي علوم البلاغة كانت الريادة لسيدي عبد الله ابن الحاج ابراهيم بكتبه الغنية عن التعريف ، وفي الطب كان لسيدي أحمد ابن المقري العلوي ما كان ، وفي المنطق كانت الريادة لول رازك  كما هو شأنها في الشعر ليبلغ ذروته فصيحا وملحونا مع ابني محمدي وول امبوج ( ت 1275 هـ).


وأما في التصوف وان كانت بوادره ظهرت مع نختار ابن المصطفي اليدالي وزملاؤه فاننا نرى نظما فيه لمعاصره ول رازك وايضا فان سيدي عبد الله ابن الحاج ابراهيم أخذ عن القطب السمان لكنه خص بذلك بعض تلاميذه ومنهم القطب الشيخ محمد الحافظ  ابن المختار ابن حبيب العلوي (ت1247 هـ )
 الذي أخذ  أثناء رحلته عن القطب التجاني والذي يعتبر الرائد الأول الذي انتشر عنه داخل البلاد وخارجها .


وفي مجال التوثيق يعتبر أحمد ابن الأمين العلوي(ت1331 هـ) الرائد  بكتابه الوسيط الذي عرف فيه بالبلاد داخليا وخارجيا كما جاء الشعر والشعراء للدكتور محمد المختار العلوي صاحب أول جامعة اسلامية في البلاد مكملا للوسيط وليس كتاب المنارة والرباط من ذلك ببعيد ، وفي مجال العلاقات بالخارج كان العلويون هم من مهد الطريق الى الحج فلا تكاد تجد علما منهم الا رحل في طلب العلم وحج حتى ان سيدي محنض أحمد العلوي (ق 11 هـ ) حجج أربعين أسرة ،ومن هنا كانت لهم الريادة في احضار الكتب والاجازات ،فعندما حج القاضي أحضر معه (600) كتاب وكذا سيدي عبدالله عاد بمكتبة والده الذي توفي راجعا بمصركما أهداه أمير المغرب (400 ) كتاب وجعل فرسه التي أهديت له حطابا ، كما عاد القطب الشيخ محمد الحافظ باجازة في الصحيحين والموطأ والسنن الأربعة ، والشفاء ،وقدم بكتب كثيرة .ومن ثم كانت المراجع من عيون التراث العربي في مكتباتهم أمثال الأمالي ، ووفيات الأعيان والمكودي .


وعلى العموم فانك ان نظرت الى الجامعات الاسلامية وجدت كتب سيدي عبد الله من المعتمد في مناهجها ،أو الى مؤسسي شنقيط ، أو الى تلاميذ الشاب الشاطري ، أو الى  الأربعة الذين قيل فيهم أعلم أهل البلاد لوجدت اثنين منهم علويين أو سألت عن من قيل في خمسة من جدوده ان كل واحد منهم هو أعلم أهل زمانه لوجدته علويا .


وسنختم هـذا البحث ان شاء الله تعالى باثبات انتسا بهم الى الدوحة الشريفة من جهة سليمان ابن عبد الله الكامل ابن الحسن المثنى ابن الحسن السبط ابن علي وسيدتنا فاطمة الزهراء رضي الله تعالى عنهم أجمعين كما حقق ذلك سيدي والد ابن خالنا الديماني (ت1212 هـ).

 والمختار ابن حامد الديماني ، وأن غير هـذا مما ينسب الى سيدي عبد الله ول الحاج ابراهيم نظيره ما وقع للامام مالك مع محمد ابن اسحــق  وقد ثبت رجوعه عنه كما سأترجم لبعض مشاهيرهم وعلمائهم وأذكر بعض كرامات أوليائهم وبعض ما مدحهم به أمثا ل سيدي محمد اليدالي الديماني (ت1166 هـ ) وسيدي المختار ابن بون (ت 1220 هـ ) وسيدي محنض باب الديماني (1277 هـ ) وسيدي محمد المامي ابن البخاري (ت 1282 هـ)  وغيرهموفي الأخير أعود لأكرر طلبيللمعلومات وخاصة من أسرهم هنا في كيفه بني الصالح أبي كساء وأبناء سيدي عبد الله ابن الحاج ابراهيم وأهل أحمد طالب ،وأهل المسلم واهل تاج الدين وأهل السنهوري وأهل خنطار وأهل المقري وغيرهم ولا يفوتني في هـذا المجال أن أشيد بالدور البارز الذي لعبته هـذه الاسر في النهضة التي شهد تها كيفه في جميع المجالات وخاصة في مجال الدعوة الى الله تعالى .

        

             كيفه بتاريخ : 10 مايو من عام 2012  م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق