2012/01/10

ولاية الترارزة .. أرض خير .. عانت الكثير من النسيان


تسمت الترارزة بهذا الاسم نسبة إلى إمارة الترارزة ، والتي كانت تحكم المنطقة ويسمى السكان المحليون بالتروزيين، توقع في الجنوب الغربي الموريتاني ، وهي الولاية السادسة ، وتحيط بالعاصمة نواكشوط من ثلاث جهات، تحدها من الشمال ولاية إينشيري وولاية آدرار، ومن الشرق ولاية لبراكنه، ومن الجنوب نهر السينغال، عاصمتها روصو  (لكوارب) ، وقد عانت هذه الولاية عبر الزمن ومع تعاقب الحكومات عليها من نسيان شديد جعل هذه الولاية لا تجد من التنمية ولا من الإهتمام الذي يفرضه موقعها ، و امكانياتها سواء من ثروات طبيعية ، أو من تراث وتاريخ عريق ضارب في القدم.
التقسيمات الإدارية
وتضم الترارزة ستة مقاطعات هي:
مقاطعة الركيز وتضم البلديات :
بو طلحاية، برينة،الركيز، اتَّيْكان، لِكْصَيْبة2

مقاطعة أبي تيلميت ، وتضم البلديات:
آجوير، بتلميت،علب آدرس، المُيَسَّر، النباغية، انْتَيْشِط، تِنْغَدَّجْ.
مقاطعة كرمسين وتضم البلديات :
كرمسين، امبلل، انْجَاكُو
مقاطعة المذرذرة وتضم البلديات :
بير التورس، الخط، تكند، التاكيلالت
مقاطعة وادالناقة وتضم البلديات :
واد الناقة، آوليكات، العرية
مقاطعة روصو وتضم البلديات :
روصو ، جِدْرالمُحْكِنْ

الاقتصاد ـ في الولاية
بأراضيها الشاسعة والخصبة من سهل شمامة تعتبر الترارزة من أهم المناطق الزراعية في موريتانيا
الثقافة و العلم ـ في الولاية
اشتهرت ولاية اترارزة بخبرة أهلها في اللغة العربية بجميع فنونها (الشعر ,النحو, الصرف, البلاغة, علم المادة،) كما اشتهر علماؤها بالفقه حتى أنه قيل أن أحد علمائها وهو باب بن الشيخ سيديا كان عالما في المذاهب الأربعة كما كانت علوم القرءان شائعة خاصة منطقة بتلميت مثل محظرة أهل داداه ومحظرة النباغية.

عاصمة الترارزة ـ روصو:
روصو (لكوارب) عاصمة ولاية اترارزة، تقع في الجنوب على حافة نهر السينغال، بالقرب من مصبه في المحيط الأطلسي، مقابل روصو سينغال التابعة لـ "سان لويس" بالسنغال، ولذلك تعتبر أحدى مدن المراسي الواقعة على هذا النهر، بل أن أهميتها تفوق أهمية مدن أخرى تعتبر مواني نهرية مثل كيهيدي وسليبالي، وذلك لأنها تقع على الطريق الرئيسي بين نواكشوط وداكار، وتقوم عندها منطقة جمرك هامة، وكذلك مرسى هام، كما يقوم بنشاط تجاري كبير نتيجة لهذا الموقع.


وقد استمر هذا الموقع حيويا في الفترات التاريخية المتعاقبة وإن صار أكثر أهمية منذ بداية القرن الحالي مع الاستعمار الفرنسي واستخدامه الطريق من السنغال إلى موريتانيا ثم إلى شمال أفريقيا عبر روصو، ثم ازدادت أهميتها أيضا بعد الاستقلال وازدياد العلاقات التجارية والاقتصادية بصفة عامة بين موريتانيا والسنغال، وكذلك لارتباط الكثير من الشركات الموريتانية بمثيلتها أو فروعها أو مراكزها الرئيسية في السنغال.

كما أن الاعتماد على سان لويس وداكار في السنغال في استيراد بعض المنتجات السنغالية أو الفرنسية وسهولة إجراءات عبور الحدود الموريتانية السنغالية لرعايا الدولتين، كل هذا جعل روصو تستقبل يوميا أعدادا كبيرة من المسافرين والوافدين إليها.


يحد روصو جنوبا نهر السنغال، أما الشرق والشمال ففيهما متسع عمراني، ويؤدي فيضان النهر وكذلك وجود الأمطار الصيفية إلى هجرة بعض السكان الأحياء التي تغمر شوارعها المياه وكذلك بعض السكان من خارج روصو إلى مناطق الساطارا بالشمال الغربي على الطريق المؤدي
إلى نواكشوط وكذلك إلى مناطق تبعد نحو 12 كلم عن المدينة.


وتشكل المساكن والأحياء القديمة معظم أبنية ومساحة روصو وقد بنيت المساكن بعيدة عن النهر بمسافة كافية لتفادي خطر الفيضان، ولكن تم بناء بعض المساكن في تلك الأراضي. وأكثر أحياء المدينة شعبية وازدحاما بالسكان هو نجربل، وسكانه معظمهم من العناصر الزنجية، ويصبع من العسير استخدام شوارع هذا الحي الضيقة خلال فترة المطر لتحولها إلى بحيرات طينية.


أما الحي الذي تقع فيه إدارات الولاية وبعض المساكن الراقية والخدمات وهو الموازي لنهر السنغال مباشرة فشوارعه مرصوفة. وتقع على جانبها مصارف مغطاة لصرف مياه المطر من الشوارع، وتوجد السوق الرئيسية والمسجد الكبير وكذلك السينما في الحي القديم غير بعيد عن الحي الحديث، واستخدام الأرض في المدينة في معظمه سكن باستثناء بعض المدارس الابتدائية والإعدادية والثانوية التي بنيت في شمال شرق المدينة كما توجد عيادة طبية.


التأسيس
تأسست مدينة روصو في القرن التاسع عشر ميلادي وكانت في ذلك الوقت مجرد مركز صغير تتخذ منه إمارة اترارزة التي كانت تحكم المنطقة مقرا لجباية الضرائب حيث كانت تسمى ب"امبارات ولد لحلو" وهي تسمية تحمل اسم جابي الضرائب للإمارة ثم اشتهرت المدينة بعد ذلك بكثرة المشتغلين فيها بالصيد التقليدي عبر قوارب صغيرة ومنه أخذت تسميتها القوارب(لكوارب)، وهي التسمية التي لا تزال تحتفظ بها إلى اليوم وخصوصا في الأوساط الشعبية.

ومع دخول الاستعمار إلى البلاد جعل منها موقعها بالقرب من مدينة سينلوي السنغاية - التي كان المستعمر يدير منها مناطق موريتانيا- مدينة هامة إن لم تكن الأهم في ذلك الوقت وظلت قبلة المشتغلين بالشأن السياسي في البلاد، قبل أن يتراجع دورها مع اختيار عاصمة البلاد الجديدة مع الاستقلال، وفي عام 1969 تم نقل عاصمة إقليم ترارزة من مدينة بوتلميت إلى روصو مما أعاد لها بعض الأهمية من جديد.

الموقع والمناخ
تقع مدينة روصو جنوب غرب موريتانيا بين خطي طول 15.8 و عرض 16.5 وعلى بعد حوالي 200كلم جنوب العاصمة نواكشوط على ضفة نهر السنغال الذي يمتد على 1700كلم ويمر عبر أراضي دول موريتانيا ومالي والسنغال والنيجر، وبالقرب من مصب النهر في المحيط الأطلسي، ويحدها من الشمال مقاطعة المذرذرة ومن الجنوب الغربي مقاطعة كرمسين ومن الشمال الشرقي مقاطعة اركيز، ومن الجنوب عبر ضفة النهر مدينة روصو السنغالية، وترتبط بالعاصمة نواكشوط بطريق بري ممهد يبلغ طوله حوالي 200 كلم.

إداريا
يوجد بمدينة روصو مقر ولاية (محافظة) اترارزة السادسة في الترتيب الإداري المعتمد في موريتانيا و التي تضم إلى جانب مقاطعة روصو خمس مقاطعات هي : كرمسين – واد الناقة- بوتلميت – اركيز- المذرذرة- و بها مقر مقاطعة روصو التي يتبعها إلى جانب بلدية روصو المركزية مركز (جدر المحكن) الإداري، ويمثلها نائبان في مجلس النواب وعضو في الشيوخ ويدير بلدية روصو المركزية مجلس محلي من 21 مستشارا بلديا.

وبها تمثيل لمختلف الوزارات والمصالح الحكومية بينها إدارات جهوية للأمن والتعليم والصحة والشؤون الإسلامية والتنمية الريفية، و بها مركز جهوي للاستطباب وثلاث مستوصفات ومعهد للتعليم العالي يحمل اسم المعهد العالي للتعليم التكنولوجي يتخذ من بناية ثانوية كبولاني (أقدم ثانوية في البلاد)مقرا له، ومدرسة للدرك الوطني تخرج منها معظم قادة الجيش في البلاد و آلاف العسكريين ما بين ضباط وجنود، ومركز لتدريب وتكوين الحرس الوطني، وثانوية واحدة (هي أقدم ثانوية في البلاد بنيت 1960) و إعداديتين،و 12 مدرسة ابتدائية وبها أكثر من عشرين مسجدا مابين جامع ومصلى بالإضافة إلى كنيسة واحدة بنيت في فترة الاستعمار الفرنسي للبلاد.

الاقتصاد والسكان
يقدر عدد سكان مدينة روصو بحوالي ثلاثين ألف نسمة بينما بلغ عدد ناخبي مقاطعة روصو 27179 ناخب في انتخابات 2009 م وتجاوز عدد سكان ولاية اترارزة مائتي ألف نسمة في الإحصاء الإداري ذي الطابع الانتخابي 2006م، و أهم أحياء المدينة "السطارة" وهو الأحدث نسبيا و"انجربل" وهو الأكثر كثافة سكانية والأبعد عن مركز المدينة و"اسكال" وهو مركز المدينة وبه مكاتب الشركات والإدارات والمصالح الحكومية بالإضافة إلى أحياء- دمل دك – فيلاج- مصران الزايد-.

و يعتمد سكان المدينة بالأساس على الزراعة حيث تعتبر منطقة روصو والمسماة بـ"شمامة" (السهل المحاذي لنهر السنغال) أكثر المناطق صلاحية للزراعة، وأغناها وأكثرها خصوبة للتربة، وأفضلها إنتاجا، في البلاد ولأجل ذلك قامت الدولة باستصلاح الكثير من أراضيها عبر شراكات مع مؤسسات عربية وزراعية، وتحتل مدينة روصو المرتبة الاولى بين المدن الموريتانية من حيث الإنتاج الزراعي وبها مقر الشركة الوطنية للتنمية الريفية (صونادير) المسؤولة عن الاستصلاح الترابي في البلاد ودأبت الحكومة الموريتانية منذ سنوات على افتتاح الحملة الزراعية منها.


و إلى جانب الأهمية الزراعية تتوفر المدينة على مراعي خصبة حيث تنتشر في أطرافها و أريافها تنمية الحيوانات، خصوصا الإبل والبقر والغنم، وتساهم في سد احتياجات البلاد من الألبان المعلبة.

المحطات والرموز
شهدت مدينة روصو عام 1947م تأسيس أول حزب سياسي في موريتانيا، وهو حزب الاتحاد التقدمي الموريتاني، برئاسة بونا مختار ونائبه سيدي المختار انجاي، ومن بين أعضائه المختار ولد داداه الذي أصبح فيما بعد أول رئيس لموريتانيا.

في عام 1950 شهدت المدينة اكبر فيضانات في تاريخ البلاد وهو الفيضان الذي الحق أضرارا هائلة بالسكان وتكررت نفس الكارثة في 2009 الأمر الذي دفع بالسلطات لإنشاء موقع لمدينة جديدة سبع كيلومترات شمال المدينة الحالية، أكثر ارتفاعا وأقل عرضة لتأثيرات الفيضانات ومياه النهر، سيتم تحويل السكان إليه بوقت لاحق.


في عام 1969 قررت الحكومة الموريتانية نقل عاصمة ولاية اترارزة من بوتلميت إلى
روصو لتظل إلى اليوم عاصمة الإقليم.

في 09 اكتوبر 2004 شهدت المدينة اعتقال الرائد صالح ولد محمدو ولد حننا قائد اشهر محاولة انقلابية في تاريخ البلاد والتي نفذت صبيحة الثامن يونيو 2008.


المصدر:

موقع الأخبار إنفو
معلومات ـ صحراء ميديا 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق