سيدي الرئيس..! أكتب إليك وعَبَراتُ الشوق إلى تلك
الربوع الغالية؛ والوجوه النيرة؛ تحبسها فرامل النخوة والرجولة العربية الإسلامية،
كي لايظن الأعداء أنَّ تلك العَبَراتِ تَسَّاقَطُ من هول التعذيب الذي يمارس علينا
والذي لايستطيع إبليس أن يتصوره..!.
بقلم: اباه ولد المعمر
أكتب إليك؛ وأنا مضرب عن الطعام، وهم يفرضونه عليَّ بتلك الوسيلة التي يتعوذ منها شيخ نجد لعنه الله ولعنهم ..!!
أكتب إليك؛ وأنا تحت التعذيب منذ أعوام. أكتب إليك وقد أجريتُ ألفَ عملية جراحية… أكتب إليك وأنا أشتاق الى أهلي… أشتاق إلى أرضي ومنبتي… أكتب إليك وأنا أنا وأنت أنت…
أكتب إليك بحبر من دموعٍ؛ ذرفه الأهل حتى جفت مآقيهم. أكتب إليك بدمي، والذي ينزف كل يوم من جسدي على أرض ليست أرضي!. في سبيل جرم لم أرتكبه.
أكتب إليك؛ وأنت العزيز وأنا الذليل؛ يذلني أعداء الله. أكتب إليك على قطعة من جلدي الذي لم يبقى منه إلا لونُه الْمُـشَوَّه بالتعذيب.
أكتب إليك..! ماذاأكتب إليك؟! وعن ماذا أكتب؟!. عن ملامحي التي تغيرت؟! أم عن ليلاليَ الطوال تحت تلك المصابيح تذكر بشمس يوم القيامة..؟!. أكتب إليك عن تلك الموسيقا الصَّاخبة كالنفخ في الصور…؟!. أكتب إليك عن تلك الكلاب الشرسة..؟!. أكتب إليك عن السياجات المكهربة؟!…
سيدي الرئيس..! مهما كتبتُ ومهما أفنيتُ من قرطاس وبريتُ من ويراع… فلم ولن أستطيعَ وصف عُشْرِ عُشْرِ ما نتعرض له من إهانات وتعذيب؛ لَوقُسِّمَ على أهل الأرض لنفجروا بالصراخ والعويل..!.
أكتب إليك لأعلمك :أني أحد مواطنيك، ولدتُ هناكَ وعشتُ هناكَ وأرجو أن أموت هناك على أرض الجمهورية الإسلامية الموريتانية..!.
سيدي الرئيس..! لا أريد أن أطيل عليك، فكلُّمَا أريدهُ :هو أن تطرح ملفي على طاولتك وبين يديك!.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق