2012/03/09

سكان لكريع يشكون شركة صينية تعمل في استخراح الحجارة


لكريع (الركيز) ـ يعاني سكان قرية لكريع التابعة لمقاطعة اركيز في ولاية اترارزة من عمليات التنقيب من قبل الشركات التي تنشط في المنطقة للبحث عن الحجارة المستخدمة في عملية بناء الطرق المعبدة.



وتسبب نشاط الشركات في نظر السكان في ظهور بعض الأمراض الخطيرة في الإنسان مثل أمراض الصدر وبعض أمراض القلب التي لم تكن معروفة في المنطقة نتيجة لاستنشاق الغبار الناتج عن عمليات التنقيب وهو ما يثير رعب السكان.

السكان في خطر



صورة أطفال قرية لكريع في إحدي الحفر التي يمكمن أن تغرقهم في نزول المطر
عمليات التنقيب التي تقوم بها الشركة الصينية "كوفك" المكلفة ببناء طريق روصو ـ بوغي، بحثا عن الحجارة المستخدمة في عملية بناء الطرق، غيرت وضع القرية التي كانت تنعم بالسلم والتي استوطنها ساكنوها منذ مجيء الاستعمار -كما يقول شيخ القرية عبد الله ولد الفظيل- ولم تكن فيها أي مخاوف.


يواصل شيخ القرية موضحا أن مجموعته استوطنت القرية أيام كانت الحيوانات الضارية تهدد من يسكن في المنطقة، ومع ذلك فإن المجموعة فضلت البقاء في أماكن الخطر استمساكا بحب الأرض التي ورثوها عن آبائهم كابرا عن كابر كما يقول ، إلا أنه منذ سنوات وشركات التنقيب التي تأتي إلي ضواحي القرية بحثا عن الحجارة التي تستخدم في تشييد الطرق المعبدة تنغص عليهم الهدوء.


طرق حظهم منها يتمثل هو الآخر في الآثار السلبية الناجمة عن استخراج الحجارة، لأن الطريق المزمع إنشاؤها لا يمكن أن تتسبب في فك العزلة عن القرية، ويتندر أحد السكان بالقول إنهم يعاملون حسب ما يقول المثل القديم "خذ خيرها ولا تجعلها وطنا"، وقد تسببت عمليات استخراج الحجارة في ظهور بعض أمراض الصدر حسب ما يقول سكان القرية بالإضافة إلي ظهور بعض أمراض القلب التي لم تكن معروفة في المنطقة.


فصل الخريف الفترة الأسوأ في السنة في ظل وجود الشركات بالقرية؛ حيث يزداد خطرها على الجميع، وخصوصا علي حياة الأطفال والمارة لأنها تترك حفر عميقة تسبب حالات وفاة في حال السقوط فيها، كما وقع في بعض الأماكن المجاورة للقرية حيث سجلت حالة وفاة في السنوات الماضية نتيجة الغرق في إحدى الحفر الناجمة عن عمليات استخراج الحجارة .

والحيوانات في خطر

قطعان من الغنم مهددة بالموت غرقا في حال نزول المطر

كما تعتبر وبالا على الحيوانات التي يرى شيخ القرية أنها ليست بأفضل حالا من البشر، من حيث التعرض للأخطار التي تسببها عمليات الحفر ففي زمن الخريف تتعرض للموت نتيجة الغرق في الحفر هي الأخرى بدورها؛ لأن الأمطار تنزل في المنطقة بكثرة نظرا لقرب المنطقة من النهر السنغالي والحفر تمتد لعدة أمتار مما يعني أن غرق الحيوانات احتمال يرد بكثرة في محيط القرية وسط حديث السكان عن حالات كثيرة من موت الحيوانات غرقا في الحفر المنتشرة في محيط القرية .

مخاطر بيئية



تخلف الشركة رمالا قاحلة تميت التربة في انعكاسها على البئية، فتسبب انعدام العشب في فصل الخريف، و تقضي علي الأشجار بسبب الآليات الثقيلة التي تستخدمها، كما أن عملية استخراج الحجارة لا تكون في مكان واحد نظرا للطبيعة الجيولوجية للحجارة التي تكون علي شكل خطوط متقطعة و ليست مساحات مربعة حتى يمكن التركيز علي مكان واحد. مما يعني إلحاق أكبر عدد ممكن من الأضرار بالبيئة.


وتوجد ساحات شاسعة شمال القرية تبعد عنها حوالي كيلومترين ونصفا أصبحت رمالا سوداء مع العلم بأن تلك المنطقة هي بداية آفطوط الذي لا توجد فيه الرمال في الأصل نظرا للطبيعة الجغرافية، إضافة إلي حفر عميقة تشكل تشويها للبيئة .


كما أنها تمثل خطرا علي بئر المياه في القرية نظرا لأنها تعمل في مسافة لا تبعد عن بئر القرية إلا حوالي مائتي متر من الناحية الجنوبية.

عزلة القرية

انسداد الطريق أمام العربات
جاءت الطريق التي من أجلها تستخرج الحجارة من ضواحي قرية لكريع لفك العزلة عن التجمعات السكانية التي تقع بين مدينتي روصو وبوغي لكن حظ سكان قرية لكريع من تلك العملية كما يقولون هو فرض العزلة عليهم من الجهة الجنوبية الغربية التي يمر بها طريق غير معبد يربط القرية بمدينة اركيز مركز المقاطعة وقد تسببت الآليات في إفساد هذ الطريق ، كما أنها تكاد تمنع العربات التي تجرها الخيول والحمير والتي تعتبر إحدى وسائل النقل المعتمدة لدي سكان القرية ، من المرور نظرا للآثار التي تنجم عن عمل الآليات.

تضارب في المواقف

وفي ظل الخلاف القائم بين سكان القرية وسلطاتها، ترى السلطات المحلية أن الشركة الصينية مسؤولة عن ردم الحفر الناتجة عن أشغالها طبقا للاتفاقية المبرمة معها، كما أنها مسؤولة عن أي أضرار ` قد تنتج عن عملها في المنطقة.


إلا أن تلك السلطات ترى أنه من غير الممكن منع الشركة من نشاطها مهما كلف الثمن، لأن الأمر يتعلق باتفاقية مبرمة بين الحكومة الموريتانية والشركة، لكنها وعدت السكان بمحاولة تكييف عملية استخراج الحجارة.


وعند سؤال حاكم مقاطعة الركيز محمد المختار ولد عبدي عن ما إذا كانت هناك وسائل لمراقبة الشركة قال الحاكم إن تلك المسؤولية متعلقة بوزارة التجهيز والنقل.


بينما يعتقد السكان أن عملية استخراج الحجارة هي عملية تهدد وجودهم ولها آثار بالغة علي حياتهم التي تعتمد على التنمية الحيوانية.


وعند سؤال منسق عمل المشروع في وزارة التجهيز والنقل أبباه ولد ببانا عن الرقابة المفروضة اكتفي بالقول إن الشركة ملزمة عبر الاتفاق المبرم معها ولم يذكر أن هناك وسائل تراقب عمل الشركة.

هناك 3 تعليقات: