2016/03/01

نحن قوم مظلومون / بقلم: أحمد يحيى المبارك


نحن قوم مظلومون ومضطهدون في كل منحى من مناحي حياتنا العامة والخاصة وسأستعرض هذه المظاهر والتجليات في السطور التالية . وأرجو أن لا أكون مبالغا ...


أولا في أسرنا وفي طفولتنا نظلم ، من آبائنا وأمهاتنا ، بالضرب والإضطهاد ، فلا حق لنا في اختيار أسمائنا ولا لباسنا ولا طعامنا ولا توجهاتنا الدراسية .

كل أسرة لها طابعها العائلي الخاص الذي تريد أن تطبع عليه أبناءها ، قد يكون بعضه خيرا والآخر شرا محضا ، عنف وكبر مثلا ومسكنة وذل وانكسار أحيانا أخرى.

نكبر فندخل المدرسة فيضطهدنا معلمنا ومدرسنا بالعنف اللفظي وبالسوط أحيانا وبنقص نقاط المواد التي يتحكم فيها ، والإدارة وهيئة التدريس ومجلس التأديب لها أسلوبها الخاص الذي قد يصل إلى الطرد أحيانا كثيرة لخطإ بسيط غير مغتفر .

نكبر قليلا فنتجاوز كل تلك الصعاب فندخل المرحلة الجامعية فتكبر الأحلام ونصطدم بصخرة الواقع الإداري والعلمي ، فنقابات الطلاب مسيسة والعملاء فيها كثر وسيف الحضور والبحث العلمي والدكاترة الذين يريدون أن يعبدوا من دون الله فلا فرق بينهم والمراحل الدراسية سالفة الذكر .

نكبر قليلا فنبدأ في رحلة طلب الرزق والعمل فيضطهدنا رؤساؤنا ويظلموننا بالعمل المكلف وتحمل أعباء لا طاقة لنا بها ، كثيرا ما تكون خارج نطاق مسؤولياتنا ، ونبقى نرزح تحت الضغط لحاجتنا المالية ونهدد بالإستفسارات والتعليق بدون مبرر والتحويل التعسفي ، وربما الفصل من العمل أحيانا أخرى .

ندخل عش الزوجية فيضطهدنا أزواجنا وزوجاتنا بالعنف اللفظي والبدني أحيانا والضغط المادي بالطلبات التي لا سقف لها ، وركوب الرأس ومحاولة مسخ شخصياتنا وطمسها حتى نكون نسخا مكررة من شخصياتهم وأمزجتهم التي قد تكون معوجة ومليئة بالخلل الفكري والسلوكي أحيانا كثيرة .

ونبدأ في الولوج في كيان المجتمع فيضطهدنا هو الآخر بعاداته وتقاليده التي بعضها أخنى عليها الدهر ، فهو يريد منا أن نتشكل على الطريقة التي ألفها الآباء والأجداد التي كثير منها قد لا يكون صالحا لزماننا لباسا وسمتا وطريقة تعامل واعترافا بحقوق واستحقاقات لأناس فرضوها لأنفسهم لا مستند لها من عقل ولا شرع ولا عرف مقبول .

ندخل المعترك السياسي فلا نجد مجالا للتعبير عن ذواتنا وطموحاتنا الإصلاحية فلا يرخص لبعضنا بالعمل السياسي وتغلق أمامنا الأبواب الموصدة ، فلا مسؤول يسمح لنا بالمقابلة، وقد يسمح لبعضنا أحيانا وفق تفاصيل محددة ، ونسير بخطى ثابتة نحو التغيير الهادئ والبناء وفق خط معين ، ونفاجأ بأن النظام غير راض ، بل قد غضب ، فتغلق مؤسساتنا وتصادر أموالنا وحريتنا ، ويمنع منا حتى حق إبداء الرأي ، أو الإختيار الأمثل حسب ما هو متاح .

نطمح في انتخاب الأصلح رغم الغثائية السائدة فتزور النتائج ويأتينا من أراد الأقوى نجاحا ، نسكت نرضى على مضض نقول لعن الله الفتنة ... على كل حال الحال أفضل من الفوضى ، في عنقنا وفي عنقه بيعة ، والعمل والإنجاز هو الفيصل ، وتسير القافلة رويدا رويدا ونستبشر بمستقبل واعد ، فيفاجئنا العسكر في ظلمة الليل على أمر دبر بليل أو مكيدة ظاهرة وبحجة داحضة في وضح النهار ، وتعود حليمة لعادتها القديمة . بالله عليكم ، ألسنا مظلومين ومضطهدين من المهد إلى اللحد ، فأين المفر كلا لا وزر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق