2013/06/04

يوم وليلة من عناق السراب (مقال) بقلم اباه المعمر


كالعادة رن هاتفي رنته العادية وفي وفت عادي فاستقبلت الاتصال بطريقة عادية كأي اتصال عادي لكن المفاجأة ليست عدية أبدا بل كانت مدوية -وصل المعتقلان الى أرض الوطن- !! عفوا ماذا قلت ؟لم أسمع !كرر المتصل بصوت صادح :عاد المعتقلان الى أرض الوطن ..!

 كانت لحظة خيالية توقف دماغي عن التفكير تسارعت دقات قلبي وعلى صوتها وكأني بقلبي صار مثل الدف يقرع في مناسبة كبيرة ، لم أعد أستطع أن أدخل رقما في هاتفي ولا أكتب حرفا في جهازي الذي لاشك لو كان يستطيع الكلام لقال ما بك؟ ما الخطب؟ لتبدأ ملاين الأسئلة في التدفق على دماغي وكأنها كريات دم .! 

أتسائل أيعقل هذا أ بهذه السرعة تكللت جهودنا بالنجاح ؟ كيف سيكون منظرهم يا ترى؟ ماهي أول كلمة سينطقون بها ؟ كيف سيكون انطباعهم وهم الخارجون للتو من جحيم غوانتنامو ؟ هل ستنسيهم فرحة العودة الى ديارهم وملاقاة ذويهم مرارة عقد من النسيان عفوا من الزمن لاقوا فيه من التعذيب والإهانة في العرض والدين مالا يمكن أن يتصوره ابليس ؟............ ؟ ليبدأ خيالي في رسم خرائط الابتسامة والغوص في بحور الدموع المهراقة فرحا، بدأت مخيلتي تمشي مع المعتقلين على ذالك البساط الأحمر المنسوج من دم وعرق المعتقلان لترى الابن يعانق أمه ! عفوا رحم الله الأم التي ..!! لترى الأب يعانق ابنه وابنته ! الأخ يعانق أخاه وأخته وخاله وعمه ...... في مشهد تراجيدي حزين ومفرح أليم وسار مبكي مضحك ! لأستيقظ من رحلة التفكير تلك على وقع رنين هاتفي اتصال لا علاقة له بالموضوع !

أحد الأصدقاء :أنت عند الدار ؟ اعشاكم شنه ؟لا أتذكر الإجابة التي رددت بها عليه المهم انقطع الخط لأكتب العبارة التالية على صفحة المعتقلين : وعاد المعتقلان الى أرض الوطن ! وبعدها حاولت الاتصال بأشخاص متقرقين وجمعت منهم بعض الأخبار التي حصلوا عليها من مصادرهم -الموثوقة !!والمتفرقة ، شخص يؤكد وصول المعتقلان وآخرين يؤكدون أن أحدهم قد وصل بالفعل وآخرون يشككون وهناك القلة من المتشائمين الذين ينفون الخبر جملة وتفصيلا لأعود وأكتب العبارة التالية :عاجل أحمد ولد عبد العزيز يعود الى أرض الوطن !!تمر الدقائق والشائعات -المنتشرة في مواقع الكترونية وقنوات فضائية كانت كلها كاذبة خاطئة - سريعا في يوم وليلة من الضباب والرياح والحر... ليصدمنا المتحدث الرسمي بسم البنتاغون أمريكا لم تسلم أي سجين لأية جهة منذ مدة .... لأكتشف كالجميع أني كنت في عناق حميم مع السراب !

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق