2013/05/21

رسالة بلا عنوان إلي رئيس الجمهورية


يطيب لي باسم شخصي وباسم نشطاء وأعضاء منظمة مرصد الحوار الشبابي الموريتاني لتذويب الفوارق الاجتماعية أن أتوجه إلي سيادتكم الموقرة بنداء إنساني ملح سعيا مني إلي استنهاض مروءتكم الموروثة من قيم الإسلام والنابعة من تاريخ تجاور أجدادنا وآبائنا في ضفة النهر وأدغال شمامة ( بغداد – كيدا قار – جدر المحكن) كي تمنح فخامتكم لمواطنكم السيد الشيخ ولد مولود حرية مطلقة أو مؤقتة كغيره من المواطنين الذين دخلوا السجن في قضايا مماثلة لقضيته  أو عفوا عنه يليق بمقامكم العالي عطفا ورأفة بأبنائه وزوجاته وأخواته.

الموضوع: طلب إنساني


سيادة رئيس الجمهورية أن زوجاته اللاتي أصبحن أرامل بفعل السجن وأنبائه النكوص علي وجوههم في عهد حكمكم والذي لن يكتب له الخلود مهما طال بكم المقام فلو دام الخلود لأحد  لدام لرسول الله عليه الصلاة والسلام لذا نلتمس تفضلا من سيادتكم بعفو يليق بمقامكم العالي كأعلى سلطة تشريعية وقضائية في البلد ولن ينسى أبنائه الصغار وزوجاته اللواتي أصبحن يعشن كدرا وشحا في النفقة علي الأبناء من حيث مستلزمات الحياة من تدريس ونفقة وكسوة تنفيس تلك الكربة، كما أن الله لن يسامح الله خليفة المسلمين الذي لو عثرت بغلة في انبيكت لحواش لسئل عنها كما قال عمر ابن عبد العزيز.

سيادة رئيس الجمهورية لو تفضلت سيادتكم في جهد تبذلوه في فك اسر السجين العمدة الشيخ ولد مولود رجاء وخوفا وطمعا من الخالق وليس من المخلوق وتلمسا لمرضاته  وامتثالا لقوله تعالي " َواِن تَعفُوا وتَصفَحُوا َوتَغفِرُوا فَاِنَ الله غَفُوٌر َرحِيٌم" وبما أن الله عز وجل وصف نفسه بأنه " كان غفوا غفورا" فأجدي إذا لعبيده بالتشبث بهذه الصفة الربانية الحميدة ورغبة في ما عند الخالق فلن يجد الإنسان إلا ما قد كما قال المصطفي عليه الصلاة والسلام " يذهب مع الميت ثلاث أهله وماله وعمله فيرجع اثنان المال وأهل ويبقى واحد هو عمله الصالح" فقد توعد الله العافين عن الناس بالمثل كقوله تعالي"فَمَنْ عَفَا َوأصْلَحَ فَأجْرُه عَلَي الله".

سيادة رئيس الجمهورية من غير الوارد أن يكون أهلكم ووزرائكم ومستشاريكم يمانعون أن تكونوا من ورد فيهم قوله تعالي " الكاظمين الغيظ والعافين عن الناس " أي كان هؤلاء الناس أحري إن كانوا من الجار ذي القربى والجار ذي البعد – بغداد – جدر المحكن – كيدا قار ولو تفضلنا جميعا بخصم نسبة من رواتنا التي لن ترافقنا إلي القبر أبدا وقضينا عن هذه النفس ما تطالب به من مال كما فعل مع ولد خطر واحمد الواقف ولد الداده ولد الدباغ فقد كله السجن وتدهورت صحته نفسيا وأنا أول المتطوعين براتبي المتواضع في الدنيا حبا له في الآخرة وأمثال كثر امتثالا لقول سيد البشرية عليه الصلاة والسلام " من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة " في يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من آتي الله بقلب سليم.

سيادة رئيس الجمهورية باسم الدين والأخوة وحق الجار ولو جار واو صار القرابة في الإسلام التي تفرق أسلفنا عليها فلم يؤذي أحدا منهم الأخر فمنهم من قضا نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا دون أن يعتدي احدهما علي جاره نناشدكم بالله أن تستخدموا حقكم الدستوري في العفو عن السيد العمدة الشيخ ولد مولود الذي ابيضت عينا زوجاته وأبنائه من الدمع والحزن عندما يسألهن أبنائه عنه ولماذا لا يرافقهم إلي المنزل كسائر الآباء ويحملهم إلي المدرسة كما يفعل جارهم فلان مع أبنائه.

سيادة رئيس الجمهورية لو تشرفت في ثوب تواضعكم للشيخ الذي تضعوا أياديكم علي رأسه في الصورة ووضعتم شخصكم مكان السجين الشيخ ولو ليلة واحدة فما هو الإحساس والشعور الذي تحسونه داخل الزنزانة وموقفكم من فلذة أكبادكم وفلذة أكباد آخرين تلعب وتمرح يبدوا من انضباطكم وتفانيكم في الخدمة العسكرية أو سماحة ذويكم في الجيش أنكم لم تقضوا ليلة في السجن وفاقد الشيء لا يعرف مرارته فلتتصور سيادتكم تلك الوحدانية التي لا يماثلها إلا ظلمة القبر وتخلي الزوجات والأبناء عن من كان هو اعز موجود واقرب حنين وهو علي بعد منهم في الأسري ولا قبيل لهم أبدا في الصبر في مصاب جلل وسجنه في غياهيب السجون عن فلذة أكباده وإنني ألتمس فيكم النخوة والشهامة المحتدمة الأصل من اجل العفو عن السيد العمدة كما تجاوبت سيادتكم مع رسائل منظمتنا حول جميع السجناء الذين ظلت تآزرهم بالكتابات إلي حررهم الله من الأسر ونحن لا نعرف وجوههم إلا في الإعلام وإنما من باب الإنسانية ورأب الصدر بين المسلمين وتوطيد المواطنة علي مقومات العدل والمساواة.

وفي الأخير لن أفوت الفرصة للسيدة الأولي تكيبر بنت احمد ماء العينين أن تقف وقفة وراء كل عظيم امرأة جنبا إلي جنب مع أخواتها زوجات العمدة وإنبائها الصغار وليس في القصر من هو ادري منها  بتلك الكآبة والحزن الذي يخيم علي الزوجات حنما يصاب بعلهم أو أبنائهم  كما اطلب من طلابي احمدو وأسماء وليلي وبدر أن يكونوا عونا لإخوتهم المنكبين في أباهم حتى يجد حريته ويسعدوا بين أحضانه دون إن يحقدون عليهم في المستقبل لقضية لا ناقة لهم ولا جمل إذ لا تزر وازرة وزر أخري فيظن أبناء الشيخ أن هؤلاء الأبرياء هم من سجن أباهم ومنعوهم من التعلم ورموهم في أحضان لجج الفقر والتعاسة.

وليكن ختام مسكن بالوالدين عبد العزيز ولد أعليه وفاطمة بنت اجريب بان تكون لهم اليد الطولي في الحث علي الخير والأمر بالمعروف وتجسيد فلسفة العفو عند المقدرة بدون نظر إلي الأجساد أو القبيلة أو الجهة وما قضية ولد الدباغ ولد بوعماتو من قضية الشيخ ببعيد سدد الله خطى الجميع وألف بين قلوبهم كما ألف بين الأوس والخزرج انه قدير ومجيب.

رئاسة مرصد الحوار لتذويب الفوارق الاجتماعية
نواكشوط بتاريخ:11/05/2013

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق