2012/09/16

إلى الجارة "سابقا" مالي... (مقال)

بقلم : عبد الله ولد أحمدو
ربما يكون عدم وجود حدود بحرية تتواصل من خلالها مع العالم الآخر جعل مالي تختار أن ترسم على طريقتها حدودا بحرية اختارت لها مدادا من نوع خاص ووقع الاختيار على دماء ودموع الموريتانيين لتسيلها أبحرا على حدودها الغربية في لحظة نسيت فيها مالي كل كتب التاريخ والجغرافيا والدين، في موقف رهيب سيكون له ما بعده في تاريخ العلاقة بين البلدين، بل وسيرسم معالم العلاقة المستقبلية في شبه المنطقة..


في لحظة مسترقة من العصر الحجري أقدمت عصابة من قطاع الطرق يحملون صبغة رسمية على ذبح مجموعة من الدعاة المسالمين وقتلتهم بدم بارد في مشهد لم تتحدد بعد تفاصيله الكاملة لكنه كان أقرب إلى فلم خيالي كتبه هاوي رعب في لحظة هستيرية.

 

كان بالامكان أن يكون الحادث معزولا لو أن الأمور التي تبعت الحادث اتجهت منحى آخر لكن مستوى التواطئ تارة والتغاضي تارة أخرى في الموقفين الرسمي والشعبي الماليين جعل كل الماليين يتحملون كامل المسؤولية اتجاه من كانوا في السابق جيرانا طيبين لهم يحبونهم أكثر من حبهم لبنيهم ويوثرونهم على أنفسهم.

 

وكأن مالي نسيت في لحظة تخبط كل ما يربط الشعب الموريتاني-المالي الواحد..فلماذا لا ينأى الماليون بأنفسهم عن هذا الحادث الشنيع ؟ لماذا تختار الحكومة وسائل التغطية على الحادث والبحث عن أعذار للجناة وحجب المعلومات عن إخوتهم الموريتانيين؟ لماذا لا نرى الشعب المالي يهب استنكار لما حدث ويتبرأ من من قاموا بهذا الفعل الذي جلب العار للماليين؟

 

كأن مالي دفعت رأسها في الرمل لتنسى أن في موريتاني ميناء يسمى (ميناء الصداقة) صمم خصيصا ليستقبل أرزاق الماليين وملابسهم وكل ما تتوق اليه نفوسهم وكأنه الرئة التي يستجلبون عبرها الأكسجين إلى دولتهم فلاترى عند دخولك إليه سوى رصوف الشاحنات المالية كخلية نحل تجيئ وتذهب، لتدرك أنه بقيت عبارة من اسم الميناء وهي (الموريتانية المالية) فاسمه الحقيقي هو (ميناء الصداقة الموريتانية المالية).

 

نسيت مالي في لحظة غباء تاريخي كيف يتحمل طريق الأمل الذي يمر بجل موريتانيا أعباء أرتال الشاحنات المالية وهي تحمل الأكسجين والماء والدواء والغذاء إلى أطفالها ونسائها وشيوخها وشعبها وحكومتها وجيشها وابلها وبقرها وقردتها وووو... نسيت كيف يتحمل الموريتانيون مضايقة تلك الشاحنات لهم عبر كل الطرق الطويلة لكنهم كانوا يتحملون كل ذلك بل ويتمنون أن يحملوها عبر أوردتهم وشرايينهم لأنها تحمل متطلبات حياة أناس يحبونهم أكثر من أنفسهم أليسوا شعب مالي الحبيب؟ ... هل يعلم الماليون كم مرة تدحرجت فيها شاحناتهم لتغلق شريان حياة موريتانيا وسدته لأيام وتسببت في حوادث سير مروعة خلفت ضحايا بشرية لكن الموريتانيين كانوا يتحملون كل ذلك مقابل أن ينعم إخوتهم الماليون بما يأتيهم عبر موريتانيا ...

ماذا يظن الماليون وهم ينتهكون حرمة دمائنا؟

هيهات أيها الماليون !!! فدماء شعبنا الطاهرة ليست لولغ كلابكم المسعورة...

 

إننا شعب طيب جدا، ويحب جيرانه وإخوته جيدا، لكنه في المقابل شعب لا يقبل الضيم أبدا..... شعب يحب الايثار على نفسه ... لكنه لا ينسى أبدا الحدود التي يرسمها الآخرون لأنفسهم منه...

 

ليتذكر الماليون جيدا كيف كانت علاقاتهم بالشعب الموريتاني وليفكروا بصفة جدية بالصورة التي بدأوا يرسمونها لمستقبل علاقتهم بموريتانيا.

 

على مالي أن تدرك أن طبيعة تعاملها مع الجناة ستحدد وجودها ومستقبلها، عليها أن تدرك أن ألئك الأفراد هم بمثابة ورم سرطاني عليها قطعه بسرعة وإلا فإن بقائه سيهدد حياة جسمها بأكمله.

 

على مالي أن تدرك أنه حتى الآن لم تستطع أبحاث وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) وجولاتها الاستكشافية أن تعثر على كوكب آخر غير الأرض تمكن إقامة الحياة البشرية عليه.

هناك 3 تعليقات:

  1. أزال المؤلف هذا التعليق.

    ردحذف
  2. (نسيت مالي في لحظة غباء تاريخي كيف يتحمل طريق الأمل الذي يمر بجل موريتانيا أعباء أرتال الشاحنات المالية وهي تحمل الأكسجين والماء والدواء والغذاء إلى أطفالها ونسائها وشيوخها وشعبها وحكومتها وجيشها وابلها وبقرها وقردتها و"خنازيرها")
    لما ذا أحجمت عن لفظها ؟
    مقال رائع أتمنى أن يترجم ترجمة دقيقة - مع أن فيه كلمات لا يمكن ترجمتها إلا إذا أفقدت معانيها - إلى اللغة الفرنسية وأن يطلع عليه الرئيس المالي شخصيا لأنه إذا اطلع عليه وفهمه سيأتي حافيا ليسجل خروج 40 يوما مع الدعاة في زيارة رسمية من نوع آخر .
    دمت أخي الكريم
    محمد حرمه

    ردحذف