لا أعرف كغيري من الموريتانيين
الكثير عن ما تعنيه بورصة التداول إلا من خلال ما نشاهده على شاشات التلفزيون في
النشرات الاقتصادية وذلك المشهد المألوف لدينا الذي هو عبارة عن مجموعة من الناس
يختصمون فيما بينهم ...
بقلم: عبد الله ولد أحمدو
.. فيما
يبدو أنهم يتساومون في البيع والشراء وبأيديهم سماعات الهواتف وأمامهم شاشة عرض
تشخص إليها أبصارهم، هذه الصورة نراها يوميا ويقال لنا بأن هذه بورصة نيويورك أو
طوكيو أوالقاهرة، وفعلا عند رؤية أي واحد منا لذلك يخجل لأن عاصمتنا لا يرد اسمها
ولا اسم بورصاتها ونحلم منذ الصغر بأن يكون لعاصمتنا ما لمثيلاتها في العالم، لأنه
بالفعل لا توجد لديها بورصة من هذا النوع يجتمع فيها أصحاب الأموال لتداولها،...
لكن
يبدو أن المواطن الموريتاني سيكون فخورا بميلاد بورصة انواكشوط في ثوب برلمانه
الجديد، ذلك أن أغلب المتقدمين للمقاعد النيابية وعبر مختلف الأحزاب رجال أعمال
وأصحاب رؤوس أموال وشركات، وطبعا سيجتمعون تحت قبة واحدة وستكون الفرصة سانحة لهم
لتداول رؤوس الأموال والأسهم في جلسات علنية، وسيكون بإمكان وسائل الاعلام أيا
كانت نقل هذه المداولات وستعج نشرات الأخبار الاقتصادية بأخبار وصور جلسات (بورصة
انواكشوط للمداولات المالية)...
... ولن
يختلف مشهدها عن مشاهد نظيراتها من بورصات العالم، سوف ترى رجال أعمال يختصمون
وترى آخرين يتحدثون عبر الهاتف، وليس أسهل من أن يسن البرلمان الجديد قانونا يفرض
إدخال شاشة عرض للأسهم داخل البرلمان وسترى أيد ترتفع وأيد (تطيح) لكن ليس بهدف
التصويت أو رفضه بل إنها ترتفع بارتفاع الأسهم وتنزل بانخفاضها.
مقال رائع جدا قرأته وأنا أستحضر فكرة طالما روادتني. وهي أن السياسة - والا نتخابات مظهر من أهم مظارها - تتماها كثير ا مع رأس المال. جميل جدا ياأستاذنا الكريم لاجف قلمك ولا خيالك المبدع. بارك الله فينا وفيك ان شاء الله.
ردحذف