2015/02/02

مقاطعة الركيز تشبه الوطن !


بعد أن نشرت مقالا يتعلق بشأن مقاطعة الركيز هاتفني شخص قائلا: إنك كاتب مميز أربأ بك عن الكتابة في مواضيع الركيز.. اكتب عن (الوطن) والشأن الدولي.

بقلم: محمد عبد الله بن فتى -إعلامي مقيم في داكار

دعك من المواضيع التي ستجلب لك البلاء، استعذبت مديحه ونصيحته بادئ الأمر.. وسرعان ما دفنت بداخلي كل ما كان يؤرقني من واقع تلك المقاطعة..

 إذا كتب علينا أن نعيش فيها بصمت إلى أن نغادر بصمت، فقررت آنذاك أن أتوقف وأغيب عن المقاطعة، لكن حينما أعدت التفكير في ذلك الشخص وفي خطابه عرفت أنه واحد من بين سدنة وحراس أولئك الجاثمين على رقاب المواطن في المقاطعة، الذين لا يرغبون فينا حين نكتب عن واقع المقاطعة..

بل ينكرون ظهور أبسط حروف لنا ويقرؤون لها ألف حساب إن ظهرت.. "أكثر مما تتخيلون" لا يريدون أن يروا صوتا يوقظ مواطنا ليزرع أرضا أو يحلب شاة، يبغضون حتى تلك الأصوات التي أنارت بالشموع ظلمات الشوارع والبيوت العتيقة، لكن ها أنا أعود حاملا قلمي للوطن أنثر أفكاري ليقرأها من يريد سماعها، فالآن عرفت أن مقاطعة الركيز تشبه الوطن بذاته، في بنيتها ونسيجها، تشبه الوطن الكبير حتى في مآسيه، فلها كما للوطن من يعد أهلها ويمنيهم بالأرض والماء وبالكهرباء تماما كما يفعل بالوطن الأم، وفيها من امتثل: خذ خيرها ولا تجعلها وطنا، وفيها وفي الوطن من حمل معه أحلام الفقراء فصعد ونسيهم.

 فاليوم أكتب لأجل الوطن لأجل كل مقاطعة وهي على أعتاب استحقاقات انتخابية، استحقاقات عليها أن تجدد للوطن العزيز قيادته، أو علينا في المقاطعة - وذلك أضعف جهد-  أن نجدد ونحدث التغيير، فعندما ينظف كل منا أمام بيته ستصبح المدينة نظيفة.. ستنظم انتخابات جديدة – قريبا - كما قالوا، وحتى لا نأتي إلى تلك الاستحقاقات ونحن صامتون، قانطون من روح التغيير، قررت أن أكتب هذه السطور، لأضع بها الملامح الأولى لمن يسعى إلى أن ينتخبه الشعب، حتى ولو كان وفق السلم المعهود، أسطر قليلة أمرر فيها أبجدية خطاب الحملة..

 خطاب يستهدف المواطن ويرعى فيه إنسانيته وقيمته، ويبتعد به عن تلك الاساليب التي تجعل منه شخصا لا يقدر على شي.. خطاب جديد يعيد صياغة مفهوم الانتخاب والمنتخبين، خلال التاريخ القريب للوطن وفي المقاطعة ، برزت أسماء منتخبة يومها من رحم المعارضة، فارتبطوا صدقا أو عدلا بالنظام.. وبعد أن ترقى بهم في مراتب الشهرة والنفوذ والثراء، على حساب قواعدهم الشعبية التي بقيت كما هي في سجلات الانتخاب، الآن يلوح في الأفق بعد أن انتهت صلاحية ولائهم قانونيا أن النظام سيستبدلهم حتما حينما أصبحوا عبئا عليه! فمن المؤكد أن النظام كان يلعب بهم، حينما تركوا (الوطن) وبإذن منهم يحتل أعلى مرتبة في البطالة و الفقر والهجرة و أدنى مرتبة في التنمية ومع ذلك أنكروا نموها الديموغرافي حرمانا من نائب ثالث!ترى هل ذلك إهمال مقصود منذ العهد القريب أم أنه قدر كتب لـ(الوطن) أن تعيشه لأنها هي بوابة الفجر القادم الذي سيسحق كل من يلعب بعقول الفقراء، لأنها هي حاضنة الشباب التقدمي الذي أرق المضاجع وأزعج الحاكم..

 لكن لا تثريب عليكم سادتي المنتخبين فأنتم من كل هذا بريئون.. إنها ذنوب قيادة الوطن هنا أوجه كلمة إلى البعثة التي أرسلت من الحزب الحاكم لتفرض على ناخبي المقاطعة من ينتخبونه، احذري أيتها الأسماء الفاضلة من أن تعيدي حليمة إلى سيرتها الأولى.. فلتعلمي أيتها البعثة الموقرة أننا في الوطن وفي المقاطعة سنخرج من داخلنا لوائح تمتزج فيها سهول شماما في الجنوب مع "اسهاوي لعقل" في الشمال، فنشكل من ذلك منتخبين يحسنون أداء الأمانة، يأكلون طعامنا ويشربون شرابنا ويمشون بيننا، يعرفوننا ونعرفهم، ويتقنون نقل الحجة، يتكلمون بما يفهمون، لا يصفقون في كل واد للنظام، فتلك مهمة سيتكفل بها نساء وأطفال، فاتركوا لنا سادتنا وكبراءنا أصواتنا..إذا.. وخذوا إليكم كل الأسماء الأخرى بطلاسمها وأسرارها.. أما أنتم شباب المقاطعة.. فأنتم اليوم أصوات جديدة ثائرة باحثة عن قيم مصادرة.. انهضوا من أجل إحقاق الحق...من أجل مقاطعة أقل اكتئابا...أكثر إشراقا...أكثر شبابا.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق