2013/02/26

واقع التعليم في اترارزه .. بين صبر المربي وإهمال الحكومة (مقال)


مع إطلالة العام الدراسي الجديد 2012 / 2013 تزداد الحركة أمام مؤسسات التعليم ويكثر الرواد الكل في سباق محموم من أجل حل بعض المشاكل العالقة ، مدرس يبحث عن فرصة للتحويل وتلميذ يريد تأكيد تسجيله وآباء مراجعون ،لكل حاجته التي يصبو إلي تحقيقها ... وبين الجميع إدارة تنؤ بحملها هموم غير تقليدية وظروف غير طبيعية بالمرة ، فالوسائل معدومة والإمكانات محدودة والواجب كبير والعبء ثقيل.

بقلم: المدير الجهوي للتعليم في الترارزة محمد السالك ولد الطالب

هكذا الحال دائما نفس المشهد يتكرر ونفس الظروف تنتقل من سيئ إلي أسوء ، وليس العيب مطلقا في أسرة التعليم التي تبذل كل ما ليس لديها من أجل توفير ظروف مناسبة ومناخ دراسي يبدو أنه من شبه المستحيل في ظل إهمال تام للوزارة الوصية والجهاز التنفيذي عموما ، كل ذالك والحكومات المتعاقبة على هذا البلد  تتحدث بكل وقاحة وجرأة عن نية إصلاحية وعن موارد ترصد بين الحين والآخر لإصلاح القطاع المضغة الذي بإصلاح يصلح الجميع ؟!

من ولاية اترارزه قلب الثقافة وبذرة العطاء لهذا البلد،  حاولنا الوقوف على دمن كانت يوما تسمي مدارس وأطلال كانت لحظة تدعي تعليما وأهل وأحبة كنا يوما نقف لهم إجلالا وتعظيما لحظة كانوا يدعون معلمين،  اسم يبدو أنه لم يسلم من زواحف الفساد فأصبحوا معللين، وما ظلموا أنفسهم، ولكن الناس أنفسهم يظلمون.

هنا التعليم شيء آخر عشرات التلاميذ يتكدسون في حزم من الفشل داخل كهوف حتى الدجاج يتأفف منها بعضهم يدمج ببعض ويقترب بعضهم بالآخر في مقاربة لم تقربهم إلي إلا مزيد من البعد عن التحصيل والفشل المضاعف والتشويش الذهني لأناس لا تزال حالتهم الذهنية بحاجة إلي صقل وترويض ، ويزيد من تعقيد الأمر الظرف المرير والمحيط المضطرب والمتناقض الثقافة والعادات والقيم.

أما الحديث عن دور للدولة كالتكفل بالعلاج للتلاميذ وتطوير الكفالات المدرسية والإسهام في الحصول على عض المعدات المدرسية الضرورية فتلك أمور أصبحت من خبر كان إن بقي لها خبر!

ورغم عصامية المدير الجهوي للتهذيب بالولاية، السيد محمد السالك ولد الطالب  ومحاولته المستميتة في تقديم الأسود على أنه أبيض ورضاه عن واقع لا يمكن أن يكون محل رضا مطلقا اللهم إذا تعلق الأمر بالتفاؤل الزائد أو تعدي ذالك ليصل إلي مستوي المحاولة للرفع من المعنويات ، معنويات لم يعد ينفع العزاء فيها لكثرة ما ماتت.

وتبقي مهام التفتيش والرقابة أصعب وأقل قيمة والأمر دائما يعود إلي نقص الوسائل ، فالولاية علىاتساعها وكثرة ساكنتها وكثافة التعليم فيه على الأقل من حيث البني والمؤسسات لا تتوفر إلي على سيارتين إحداهما مصابة بشلل نصفي والأخرى حالها ليس ببعيد من أختها إذ لا يمكن لها أن تتجاوز حدود المدينة ، كان الله في عون أهل التعليم!

اليدالي ولد محمد المختاراليدالي ولد محمد المختارورغم اتساع الخارطة المدرسية وانتشارها فإن ذالك لم يقلل من حجم المأساة ولم يزد الأمر إلي تعقيدا واقع يقتسم مرارته التعليم الحر مع شقيقه الرسمي فالحال في جميع المؤسسات متشابه حد التطابق مع افتراضنا المسبق عكس ذالك فالتعليم الحر أو الخاص بقدم خدمة موازية ومنافسة في الوقت ذاته تستدعي منه أن يكون أكثر قدرة على تقديم الأفضل مراعاة على الأقل لمصلحة الربح وكسب الزبائن إن نحن أهملنا الجانب الآخر المتعلق بالغيرة على المصلحة العامة والدفع بالعملية التربوية إلي مزيد من التنوع والثراء ومن ثم استمرارية العطاء.

للوقوف على بعض الجوانب التفصيلة في ما يتعلق بالبنية المدرسية والمؤسسية التقينا رئيس مصلحة التعليم الأساسي السيد القاضي ولد محمدن الذي لم يبخل علينا مشكورا بتقديم كل المعلومات المطلوبة  إذ يقول إن  عدد المدارس في الولاية 411 مدرسة من بينها 136 مكتملة البنايات ، بينما عدد الأقسام التربوية 1620 من بينها 426 قسم مجمعة
 ( متعددة المستويات ) ويرجع السبب في ذالك إلي قلة التلاميذ ومحاولة اقتصاد المعلمين ، أما عدد التلاميذ في الولاية فيصل إلي 48011 تلميذ من بينهم نسبة 49,91 في المأة من البنات ويعمل في الولاية فريق من المؤطرين ( مفتشين ) يصل عدده 35 مؤطرا ، أما عدد المعلمين فيصل إلي 1403 معل في حين تتوزع الخريطة المدرية حلى النحوي التالي روصو المدينة 58 مدرسة بتلميت 81 مدرسة كرمسين 59 مدرسة المذرذرة 66 مدرسة اركيز 95 مدرسة واد الناقة 60 مدرسة أي ما مجموعه 1419 مدرسة في حين يبلغ عدد المؤسسات التعليمية الحرة 12 مؤسسة بين إعدادية وابتدائية تحوي 1323 تلميذ موزعين على 62 قسما تربويا ويمارس التدريس فيها 86 مدرسا ، أما عن الأدوات والوسائل يقول فإن الكتب المدرسية متوفرة والمعهد الآن يباشر حملة لتوزيع الكتب المدرسية أما الطبشور فهو متوفر ، وفي ما يتعلق بالسيارات فلإدارة يقول لديها سيارة واحدة وعلى مستوي المفتشيات فكل سيارتها معطلة باستثناء بتلميت وروصو.
أما عن التعليم الثانوي فيقول رئيس مصلحته السيد اليدالي ولد محمد المختار إن الولاية فيها 37 مؤسسة للتعليم الثانوي ما بين ثانوية وإعدادية من ضمنها 3 إعداديات تم افتتاحها هذه السنة  وتتوزع حسب الخارطة التالية : كرمسين 5 إعداديات وليست فيها ثانوية ، المذرذرة 1 ثانوية و3 إعداديات ، اركيز 4 ثانويات و5 إعداديات ، واد الناقة 1 ثانوية و3 إعداديات ، بتلميت 1 ثانوية و10 إعداديات روصو 1 ثانوية و4 إعداديات ويصل عدد التلاميذ ما بين التعليم الإعدادي والثانوي في عموم الولاية إلي 1640 تلميذ يشرف علي تدريسهم طاقم من الأساتذة يصل عدده إلي 610 أستاذ في حين لا تتوفر المصلحة المعنية بالتعليم الثانوي على أي وسيلة نقل.
القاضي ولد محمدن
القاضي ولد محمدن



ورغم صعوبة الواقع الظرفي للمؤسسات التعليمية وهشاشة الوسائل إن وجدة فإن ذالك كله ألقي بظلاله على الواقع التربوي وعلى نفسيات المدرسين وحتى المشرفين على الإدارة وإنهم حاولوا إظهار العكس ، واقع لا يبدو أن هنالك من يكترث له لذا فإن صرخاتنا الحزينة والمبحوحة ستظل تتوال إلي أن نجد من يصغي أو ينقلب صراخنا إلي أنات متقطعة على واقع تعلمي أكفانه تلف بأيدنا إلي ذالك تابعونا في تقارير مماثلة عن بقية المديريات الجهوية للتعليم بالبلاد.  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق