2013/07/28

إحصاء أم إقصاء ..!

تبدأ السلطات في هذه الأيام إجراء  إحصاء ذا طابع إنتخابي تقول إنه ضامن أساسي لشفافية الإنتخابات القادمة فهو المسؤول عن تحديد مراكز الإقتراع والمحدد والمانح للأحقية فيه الا أن إجراء تمهيديا محدود الفترة (45يوما) وبهذ القدر  من الأهمية يتم القدوم عليه بل الدخول في إجراآته بشكل فعلي دون سابقة إعلام تكفي لتوعية وتثقيف مجتممع كمجتمعنا الذي لا يولي كبير إهتمام للمجال السياسي بصفة عامة والإنتخابي بصفة خاصة.

 بقلم: سعداني بنت خيطور
Saadanikh@hotmail.comبريد: 

 الأمر يبعث علي التساؤل عن ماهية هذا الإحصاء وربما عن  البواعث غير البيروقراطية البحتة التي حملت الجهات المسؤولة ـ مباشرة كانت أم غير مباشرة ـ علي تنظيم مثل هذ الإجراء البالغ في الأهمية والخطورة في آن واحد فكما أسلفت نحن أمام مجتمع يعاني نصفه من الأمية الأبجدية في هذ الصدد ويعاني بعض نصفه الثاني من الكثير من الأخطاء والمشاكل علي مستوي الأوراق الثبوتية وحالته المدنية  في حين تشكوا البقية بما فيها النخب من إستشراء اللا مبالاة وضعف ضبط الحالة المدنية ناهيك عن المعوقات الأخري التي تتعلق بصعوبة التعامل داخل المكاتب والمراكز التي عادة ما تعني بمثل هذه الأمور فهل نحن فعلا أمام إحصاء إنتخابي يهدف الي ضبط الحالة المدنية للمواطنين؟


 ويسعي الي تحقيق آليات تضمن سير العملية الإنتخابية بكل سلاسة وشفافية من جهة وتضمن لكل مواطن ممارسة حقة الطبيعي والمكفول في الإنتخاب من جهة أخري ؟ وإذا كان الأمر كذلك فلماذا لا نبذل جهدا كافيا علي الصعيد التحسيسي التوعوي في صفوف المواطنين الذين باتت مشاكل العيش وأزمات التنقل بين أطراف العاصمة تسيطر علي الجزء الكبير من تفكيرهم وإهتمامهم بل أصبحت تنسيهم تماما في أمور السياسة ومتعلقاتها في لحظة غفلة تامة عن أن تغييب مثل هذه الدعائم الأساسية التي تقوم عليها الدول التي تشق طريقها الي النمو.


هو ما يعمق هذه الأزمات التي تسعر نار الغلاء وتفاقم مشاكل التنقل لينعكس ذلك علي باقي جوانب الحياة الأخري فتدوي صفارات الأنذار بتوقف عجلة التنمية البطيئة الحركة بطبيعة الحال للأسف.


 إذا كان هذ هو الحال فلماذا لا نركز علي حملات التحسيس ونستغل كافة الوسائل والوسائط  ونخصص نصف الفترة المحددة( 45 يوما ) لمجرد التوعية والتأكد من أن كل مواطن أصبح جهازا للإدلاء بصوته ولا نكتفي بمجرد الإعلان عنه كخبر عادي لاتترتب عليه كبير مصلحة كهذه أم إن القدوم علي حدث في منتهي الأهمية بهذا المستوي من المفاجئة ومباغتتة المواطنين وتضييق الفترة الزمنية والإرتباك في تحديد طبيعة المراكز هل هي متجولة أم ستكون مركزية وبعد مضي ثلاثة أيام علي إعلان بدأ العملية ـ ناهيك عن المشاكل البيروقراطية التي ستصاحبها قياسا علي عملية التقييد وإستلهاما من ملابسات سير العمليات الإنتخابية السابقة حيث تنفق غالبا ما الساعات الأولي من اليوم في التصحيح والتبيين وأخذ المواقع أمريجعلنا محقين فعلا في تساؤلنا ؟


أعتقد أنها مجموعة من المعطيات تبرر تخوفنا وتمنحنا إذا ماتسائلنا عن مآرب الإحصاء وهل هو إحصاء أم إقصاء ـ بطرق محترفة يهدف الي توجيه ضربة مشروعة نوعا ما الي الذين لانرغب في شعبيتهم ونخشي أن تفوق في كمها قدرة الطرق والآليات التقليدية  علي الحسم في شئنها ـ  . فهل سنفهم الدرس ؟ ونعمل بمقتضي هذ الفهم ؟ أم إن الأمر جد عادي وسيظل كذلك حتي تفاجؤنا الأيام أن لم يلقاها الا ذوحظ عظيم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق