2013/07/22

رمضانيات سجين..! 1 (مقال) بقلم محمد السالك ولد إنل



كانت عيشه طفلة صغيرة دون العاشرة من عمرها لم تكن تفقه كثيرا مما يدور حولها، فتحت عيناها ذات يوم لتجد نفسها في حضانة مالكتها بعيدا عن الأم.. و الأب.. و الأخ.. و الأخت.. كان الكون بالنسبة لها صغيرا جدا على رحابته و سعته.. لم تكن تعرف من أحلام الطفولة غير خدمة سيدتها..! لا مدرسة ترتادها كأترابها من أطفال الحي. و لا لوح.. و لا كتاب تقرأ من خلاله العالم و تستفسره عن عبارات "لخويدم" "لحريطينية"...

بداية الحكاية

كان في بدايته يوما عاديا.. و كان يمكن أن يمر كما تمر بقية أيامي.. ودّعت أمي بنظرات العائد زوال نفس اليوم، لم أكن أتوقع المصير الذي خبأه القدر لي، ذهبت حيث الاعتصام الذي كنت أشارك فيه، مناهضة للعبودية، و مطالبة بتطبيق القانون المجرم لها، و إنصافا لإحدى ضحايا الاسترقاق في بلادنا، و معاقبة للمتهمة التي كانت تستعبدها دون حياء ...

في فاتح رمضان 1432هجرية الموافق 1 / 8 / 2011 رفعت المنظمة الحقوقية التي كنت أنتمي إليها ــ في ذلك الوقت ــ دعوى قضائية ضد إحدى سيدات عرفات (عيشة منت صيبوط) متهمة إياها باستعباد الطفلة القاصر ( عيشه).


1.     كانت عيشه طفلة صغيرة دون العاشرة من عمرها لم تكن تفقه كثيرا مما يدور حولها، فتحت عيناها ذات يوم لتجد نفسها في حضانة مالكتها بعيدا عن الأم.. و الأب.. و الأخ.. و الأخت.. كان الكون بالنسبة لها صغيرا جدا على رحابته و سعته.. لم تكن تعرف من أحلام الطفولة غير خدمة سيدتها..! لا مدرسة ترتادها كأترابها من أطفال الحي. و لا لوح.. و لا كتاب تقرأ من خلاله العالم و تستفسره عن عبارات "لخويدم" "لحريطينية"... التي كثيرا ما ترددت على مسامعها، كان لديها الكثير من الأسئلة لكنها لم تهتدي للجواب لأن كتاب الكون المنشور أمامها لم يكن سوى طول المسافة بين باب الدار التي سكنتها منذ نعومة أظافرها، و باب الحانوت الذي تشتري منه أغراض الأسرة المالكة لها..

كانت بداية اعتصامنا في اليوم الأول من رمضان من أجل الضغط، لتأخذ العدالة مجراها حين استشعرنا ميل وكيل الجمهورية و محاولته إطلاق سراح المتهمة في القضية.


في مساء اليوم الرابع من أيام رمضان المبارك و بعد الفطور بدقائق حين كنا نصطف لأداء صلاة المغرب كان الجميع يتهامسون بصوت مسموع عن قرب مجيئ قوات "المفتش امبودج" مما أدى لأنسحاب بعض قادة التنظيم، و تواروا كليا عن الأنظار.. بعد الأنتهاء من الصلاة و لما ينه بعضنا "تناول فطوره"  إذا رتل من سيارات الشرطة و هذه المرة بقيادة المفوض "جاكيتي".


انقسمنا بسرعة مشكلين مجموعتين جلست احداهما عند البوابة الرئيسية و الأخرى عند البوابة الصغيرة.. و كنت من ضمن المجموعة الأخيرة، و التي توقفت عندها سيارة المفوض، و الغريب هو أنه كاد أن يدهسني بها لولا أن كبحها فتوقفت قريبة جدا مني.. بعد نزول المفوض و أكابر معاونيه من سياراتهم بدأت حملة من الترهيب استمرت لدقائق غير أني و اثنين من الزملاء "احمد سالم ولد عثمان و شيخنا ولد شياخ" لما نبارح مجالسنا.. بعد ذلك بدأ غمرنا بوابل من القنابل المسيلة للدموع.. و قنابل مضيئة.. و أخرى ذات أنفجار شديد.. و بعد أنقشاع الدخان كنا في أماكننا لم نتحرك.. أخذ أحد وكلاء الشرطة بيدي بعد أن أخذ زميله بيد احمد سالم.. و اقتادونا إلى إحدى السيارات بعدها تتالت الأعتقالات فاعتقل منا حينها ثمانية( أنا و احمد سالم ولد عثمان و شيخنا ولد شياخ و التراد ولد زيد و الصبار ولد الحسن و المختار ولد محمد و ملاي عبد الكريم و بلخير جنك.. لتبدأ بعدها أول ليلة في مخافر شرطتنا الكريمة الوطنية.. و الوطنية جدا حين يتعلق الأمر بأعتقالات من هذا القبيل.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق