2012/02/15

ارفعوا الظلم عن مقاطعة اركيز

بقلم: أحمدَو ولد المان

بوصفي أحد سكان اركيز المقيمين فيه و قد واكبت كل المراحل السياسية التي مرت بها المنطقة منذ الإستقلال وعشت الظلم و الغبن و التهميش الذي عانى منه السواد الأعظم من ساكنة اركيز، و بوصفي مناضل في حزب الإتحاد من أجل الجمهورية الحاكم ،فإن المرارة التي عشت و بتدلي الآن تتواصل لا يمكنني معها السكوت على الظلم و الحيف و الإقصاء الذي يعاني منه سكان مقاطعة اركيز (لحراطين)على يد منتخبيهم و بمباركة من الدولة . و لهده الأسباب كلها قررت الكتابة لرئيس الدولة و إلى الرأي العام الوطني لآبين خطورة الوضع في مقاطعة اركيز المحرومة حتى من زيادة تمثيلها في البرلمان حفاظا على ما أسماه النائب محمد لمين ولد الشيخ " التوازنات المحلية ".

السيد الرئيس


لقد كان اركيز دوما ضحية للمؤامرات بل كان يصدر المؤامرات و النفاق السياسي إلى الدولة. قديما قام نائبان هما محمد الحافظ ولد أنحوي و عبد الله السالم ولد احمدواه باسم التوازنات بحرمان هذه الشعوب من كل حق... ووصل التآمر و السحق إلى مستويات لا تطاق دائما بمباركة و رعاية من السلطة كما هو الحال اليوم ..إبان تنصيب المجلس البلدي 1998 اختلت قواعد الحساب البسيطة حيث إن ثمانية فازت على إحدى عشر و هي مسألة يعرفها الجميع و لكن هؤلاء أصبحوا ضحية للنائبين اليوم الذين جاء دورهما في تصدير درس في الغش و صيانة المصالح الخاصة على حساب الأرقاء السابقين ! جيل جديد و سلطة جديدة !
يبدو ان حرمان اركيز من حقه الواضح في الحصول على نائب ثالث كان نتيجة صفقة عمل من أجلها النائبان محمد لمين ولد الشيخ و محمد عبد الرحمن ولد الطلبة منذ بداية الحوار. لقد عمل الإخوة بكل الطرق الملتوية لإسقاط هذا النائب و قد ساعدهما وزير الداخلية في ذلك تطبيقا لتوجيهات ما!

السيد الرئيس

إنها مفارقة كبيرة أن يعمل النواب عكس مصالح ناخبيهم مفضلين مصالحهم الشخصية على مصالح الناخبين ، زد على ذلك أننا لم نسمع و لا مرة أن هاذين النائبين حاولا حل مشكل من المشاكل التي يعاني منها السكان في هذه المقاطعة الرعوية الزراعية و الله يعلم كم عانى و يعاني سكانها من التهميش و الغبن و اللا مساواة كم مشروع محروم من التمويل لأنه لم يدعم من طرف نافذ، كم من قرية تعاني العطش و لم يساعدها أي من المنتخبين الذين يسكنون كلهم في انواكشوط و يعاملون اركيز بقاعدة شمامة خذ خيرها ولا تجعلها وطنا ! يأخذون أصواتها و لا يعرفون عنها شيء .

السيد الرئيس.

إن سكان اركيز معظمهم من الأرقاء السابقين بنسبة لا تقل عن 70% مع وجود مختلف فئات الشعب الموريتاني الأخرى، و على القارئ أن يتصور حجم المعاناة و التهميش و الغبن الذي تعانيه الأغلبية الساحقة من سكان اركيز الذين تحرمهم جماعة من أهليهم من كل شيء و يدفعون ثمنا للصفقات التجارية . إنها بالفعل تجارة الرقيق يرثها جيل جديد بعد أن أكل عليها الجيل القديم و شرب !
إن الورثة الجدد من ملاك اركيز يعولون على السلطة من أجل الحصول على المناصب الإنتخابية بالطرق الملتوية، و هذه البداية، العمل على أن لا تصل النسبية ـ لأنها بداية للديمقراطية لا يستحقها اركيز ـ فعندما يحين الموسم ستتحرك أجهزة الدولة و يبدأ الحديث عن الإنجازات من دكاكين تضامن وتوفير الأسمدة و الماء للمزارعين و أن الناس ينامون دون إزعاج بفضل القيادة الوطنية و أن هنالك هواء طلق بفضل رئيس الفقراء ..

السيد الرئيس.

لقد دافع النائب محمد لمين ولد الشيخ عن قرار ظلم اركيز بحرمانه من حقه الشرعي في الحصول على مقعد ثالث بما أسماه " المحافظة على التوازنات الحلية " و رب اعتذار أكبر من ذنب ! فما هي التوازنات التي يتكلم عنها النائب؟
لقد اتفقت مجموعة من التجارباسم بيظان اركيز و قبائله على توزيعة للمناصب الإنتخابية و غيرها :
ـ نائب لقبيلة إدوعلي سكان بلدية بارينا
ـ نائب لقبيلة إداب لحسن سكان بلدية اركيز وأماكن متفرقة أخرى من المقاطعة يبلغ فيها لحراطين نسبة 80 %
ـ شيخ المقاطعة لاسماسيد اركيز وهم أقل من أقلية لكنهم بيظان و أهل ثروة ...!
و يقسم العمد على القبائل الأخرى حسب حضورها التقليدي على أن يحتفظ ولد احمدواه بنصيب من ملكه القديم مع منصب سامي في وزارة المالية و أمور أخرى تحت الطاولة !

أما لحراطين فلا حظ لهم في شيئ سوى أنهم من القبيلة لكن المناصب و المنافع المحصول عليها باسم القبيلة ليس لهم أي حق فيها و هذه هي التوازنات التي يتكلم عنها النائب دون حياء و لا خجل . بديهي لأن النائب لا يعرف شيئا عن المقاطعة ، و ينطبق عليه مثل عدنا في شمامة إنه مثل " الخروف المربى بقشور الزرع ". لقد كان في الإمارات و استدعي من طرف أخيه (الحسن ولد الشيخ) وقد هيأ له كل الظروف لتسليمه المنصب الذي أصبحا يبيعانه في المزاد العلني خدمة لتجارة العلف و الأسمدة ... و ليس حرمان اركيز من نائب ثالث إلا من أجل حماية المنصب و منصب الزميل من النسبية التي ستفتح الباب لنائب ثالث يغير التوازنات !

السيد الرئيس.

عندما قرر الحسن ولد الشيخ الأخ الأكبر للنائب محمد لمين ولد الشيخ و شريكهما الإقتصادي محمد عبد الرحمن ولد الطلبة الإنضمام إلى حزب تكتل القوى الديمقراطية كان الشرط الوحيد هو السماح لهما بالترشح لمنصب نائبي اركيز و عندما طرحت فكرة تمثيل الجنوب (انتيكان) رفضا ذلك و ساندهما ولد أحمدواه الذي حصل على ماكان يطلب و هو أن يجعل من ابنه مرشحا لبلدية اركيز وأقنعا ولد داداه بأنهما قادرين على تحقيق النجاح للحزب، ذلك النجاح الذي لم يكن للحزب كما اتضح في ما بعد بل لمصالح اقتصادية ضيقة لرجال قلة هم الحسن ولد الشيخ و الزداح و عبدالله السالم ولد أحمدواه والناجح وطبعا محمد لمين ولد الشيخ الذي يبدو أنه يساوي (عبد الله السالم + دكتراه في الشريعة ) . تعهد ت الجماعة لأهل اركيز بتمكين لحراطين من الحصول على منصب شيخ المقاطعة و اختاروا المرشح على معايير يفهمونها هم لا غيرهم و أبرزها أن يكون من قبيلة أولاد دمان لكي ترسل إليهم رسالة مشفرة فحواها إن ملاك اركيز يتذكرونهم بشيء و كان المرشح مرشحا من أجل أن يخسر المنصب لأن الصفقة الحقيقية هي ترك المنصب للزداح باسم اسماسيد . رغم أن الحزب له ما يزيد على الثلثين من المستشارين إلا أن أهل المال هجروا المسكين و تركوا المجال لزميلهم حتى ينجح دون مضايقة ولم يبذل أي منهم جهدا ما عدى عمدة اركيز الشاب الذي لم يفهم الخديعة التي خطط لها من قبل من قبل والده و الحسن ولد الشيخ و النواب .. و حسمت النتيجة لصالح الزداح !

السيد الرئيس

هذه موريتانيا الجديدة كما يراها سكان اركيز و هذه السياسة بمفهوم المدرسة " العبدالله السالمية" ... لقد كنا طيلة حكم ولد الطائع نرزح تحت هيمنة ولد أحمدواه وولد انحوي و اليوم أصبح لنا جلادون جدد و في كل مرة نحن ضحية للدولة !

السيد الرئيس

الآن جاءت الرياح بما لا تشتهيه السفن جاء الحوار و تققر زيادة عدد نواب البرلمان ، و طرحت معايير لتقسيم تلك الزيادة و طبقت بكل شفافية ما عدى في حالة اركيز التي حرمت من حقها في نائب ثالث رغم الأرقام الواضحة و مداخلات النواب الشرفاء الذين يدافعون عن حق اركيز ! في وقت عمل نوابه على سلبه إياه ! كان من المفروض أن يقيم محمد لمين ولد الشيخ الأرض و لا يقعدها حتى يعطى لاركيز حقه المسلوب مثلما يفعل في مرافعاته السفسطائية للدفاع عن عجز الوزراء ... لكن دكتور الشريعة يميز بين الحق و الباطل و يبدو أنه قرر الدفاع عن الباطل فقط ! حتى و إن كان حرمان مقاطعة باع أصواتها لمصالح أخيه التجارية !
لقد فهم النائبان عن مقاطعة اركيز أو على الأصح عن مصالحهما على حساب مقاطعة اركيز ـ أن منح اركيز نائب ثالث معناه إدخال النسبية إليه ، و ذلك يعني تأكيد واحد منهما فقط كنائب في المرة القادمة و أيهما سيكون رأس اللائحة و من نجح في ذلك معناه تأثر العلاقة الإقتصادية المبنية على غبن المواطنين في هذه المقاطعة و ربما تصدع العلاقة و سيحصل حزب آخر على منصب و حزب ثالث على منصب و هذه الديمقراطية و المساواة في الحظوظ و التلوين في التمثيل لا يريدها نواب اركيز لمعدنهما الإنتخابي بل يريدان الإبقاء على نائبين لا يجد بقية أطر اركيز ( بيظان و احراطين و زنوج ) أي بد من مساندتهما كأمر واقع ـ قدر ـ محافظة على مصالحهم التي يهددها الظهور في لائحة مناهضة للحزب الحاكم . هذه هي التوازنات التي يتكلم عنها دكتور الشريعة ..
قد يسألني مستهتر و يقول لي لماذا يقبل أهل اركيز هذا ؟ و لماذا يصوتون لهؤلاء النواب ؟ فهل يمكنهم القيام بتصويت يعاقبهما ؟ و يبن للسلطات أن عهد الرق قد ولا إلى غير رجعة و أن الكذب قد تكشف و اتضح يوم قرر هؤلاء خيانة منتخبيهم و التدخل من أجل حرمان المقاطعة من حقوقها بدل البحث لها عن تلك الحقوق ؟
كل هذا وارد و لكنه مجرد هراء لأن المواطنين يعانون من انحياز السلطة لؤلاء التجار و استئثارهم بخدماتها .. أما نحن فشعب أعزل لا يحب الفوضى و لا العنف ولكن يبدو أن دعوات بيرام وأمثاله على حق و الحالة هذه !


لا يمكن لأهل اركيز الوقوف في وجه الدولة ! و الدولة تعني بالنسبة لنا اليو بكل وضوح مصالح الحسن ولد الشيخ والدكتور محمد عبد الرحمن ولد الطلبة و الزداح (شيخ المقاطعة ) .. أما الشعب فتكفيه دكاكين التضامن و المطر و رياح الكبلة و التوازنات التي هي شغل النائب محمد لمين و التي على اساسها ترك عمله في الخليج لكي يتفرق لمنصب النائب الذي ينتظره !

السيد رئيس الفقراء

إن سكان اركيز مستاؤون بشدة من ما يتعرضون له من غبن و تهميش و إقصاء باسم الدولة و عن طريقها .. و ليس لهم إلا الامل في إرادة قوية تعيد إلينا حقنا في الحصول على مقعد ثالث في البرلمان الموريتاني .. و على أية حال فإننا لن ندخر جهدا من أجل إخفاق المؤامرات التي تحاك ضدنا من أجل مصالح ضيقة و لن نقبل الإستكانة لمثل هذا الظلم و لن يكون ابدا مصير مقاطعة بأكملها حبيس إرادة خمسة رجال يسكنون في انواكشوط يجمعون الاموال و يتآمرون ضد مقاطعة اركيز قد يجلب ما لا تحمد عقباه . إن الدولة تستقيم على الكفر لكنها لا تستقيم على الظلم ! .
اركيز في 13/02 /2012


هناك 3 تعليقات:

  1. تبا لقلم كهذا يتخذ من الظلم سقاية لحبره و تبا لنضال مساند للظلم طوال هذه الفترةلساكنة مقاطعته! فاين كان موقعكم طوال هذه الفترةمن الظلم الممارس ضدقريتكم حسب اعترافكم؟
    واين موقعكم الان من الاجحاف بالركيز بمنعها من نائب ثالث مستحق حسب اعترافكم ايضا؟ مغفل صاحب فكر كهذا
    يجلس في قاع من يمارس الظلم ثم يرفع العلم كمن يطالب بالعدل لمن مارس عليهم هو نفسه الظلم من بدءشبابه وحتى نهاية هرمه!

    ردحذف
  2. نرجو من المتصفحين الكرام الحفاظ على نظافة كلماتهم من الألفاظ النابية و ما شابه ، و الحرية مكفولة في إبداء الرأي . وشكرا لكم

    ردحذف
  3. les acteurs politiques doivent prendre en considération les changements qui se passent dans notre région,je pense que la politique chez nous c'est d'&bord l’intérêt personnel avant l’intérêt général ce qui est très grave.nous devons penser à notre avenir de façon différente de celle du passé,la démocratie ne veut pas dire l'exclusion des minorités.

    ردحذف