2016/08/08

مركز استطباب الأم والطفل: خدمات رديئة (شاهد عيان)



يشهد جناح الأطفال بمستشفى الأمومة والطفولة بلكصر، والذي تم تدشينه رسميا من طرف الوزير الأول في 28/11/2014، ترديا كبيرا في الخدمات التي يقدمها للأطفال، فعلى الطفل أن يمر، في المرحلة الأولى، بالحالات المستعجلة، كمدخل ضروري لهذه المصلحة، قبل أن يحدد طبيب عام حالة الطفل وهل تستدعي الحجز القصير، عدة ساعات مثلا، في مصلحة الحالات المستعجلة هذه، أو الحجز لأكثر من يوم، في مصلحة الأمراض العامة بالطابق العلوي بنفس المبنى.

بقلم: عبد القادر ولد احميدناه

الحالات المستعجلة: اكتظاظ رغم جهود الأطباء

السيدة: دود منت عالي، (40 سنة)، والخارجة مع ابنتها، للتو، من حجز دام أكثر من خمسة أيام، حرصت على أن تروي لنا تجربتها مع هاتين المرحلتين، حيث تم حجزها في قاعة مع أربع أمهات، وكان أغلب أطفالهن يعانين من إسهالات حادة، وكان أداء هؤلاء الأطباء الشباب وتعاملهم مع الأطفال على مستوى كبير من المسؤولية والمهنية، لكن الضغط الكبير يؤثر قطعا على أدائهم، فهم في وضع لا يحسدون عليه، إذ أنهم مرغمون، إما: على عدم حجز الأطفال ذوي الحالات الحرجة، خشية الإكتظاظ، أو إحالتهم إلى الحجز في ظروف سيئة، ناهيك عن الظروف السيئة التي نعاني نحن وأبناؤنا منه والمتعلقة برداءة التجهيزات، مثلا ضعف المكيف وتغييب جهاز تحكمه:Télécommande بحيث لجأ أحد الآباء إلى تقطيع "كرتون" وتوزيعه على الأمهات كمراوح يدوية، كبديل عن هذا المكيف، وهو في الحقيقة منظر غير حضاري. هناك أيضا أمواج البعوض التي تستقبلك وتودعك توديعا حارا، في انتظار عودتك بعد أن تكون قد أصبت بالملاريا جراء هذا الحجز، وهل هناك إزعاج أكثر من هذا الثنائي: البعوض وحرارة الجو ؟! وهذا، ربما، ما يدفع الكثير من الأمهات إلى التعجيل بمغادرة هذه المرحلة إلى ما بعدها، وهن لا يعلمن أنها أهون مما بعدها.

الحجز في جناح الأطفال: غياب الإدارة والتمييز سيد الموقف

على عكس ما يجري في الحالات المستعجلة، توجد هنا طاقة استيعاب أكبر، من صالات جماعية وغرف فردية، ويحظى الزوار بزيارتين يوميتين للطاقم الطبي المتخصص، في ظروف مثالية، ولكن بعد هذه الزيارة، تعود حليمة إلى عادتها القديمة، سيتم الإزدراء بالمرضى والزوار.

أول ما لفت انتباهي، تقول هذه السيدة، هو التمييز الصارخ بين مجموعتين من المرضى: حجز في الدرجة الأولى (مواطنون من الدرجة الأولى)، يحجز غرفا فردية مكيفة ومجهزة، ولمن شاء أن يزورها أن يزورها متى شاء، دون حد ولا حدود، ولزوارها أن يُدخلوا ماشاؤوا من الأغراض والحاجيات وأن يتخذوا منها قاعة للأكل، ولكن ذلك مقابل مبلغ أكبر مما يدفعه أصحاب حجز الدرجة الثانية (مواطنون من الدرجة الثانية) الذين يوجدون في قاعات مفتوحة الأبواب، وحتى النوافذ، لأن الشبابيك المضادة للبعوض متشققة ونصف منزوعة، فكأنها معبر للبعوض للدخول نحو هذا القسم، خاصة أن المكيفات ضعيفة وقد لا تكفي لتكييف هذه الصالات فيكون الحل في فتح النوافذ والأبواب، لذا نجد أن كل مريض يختفي كل ليلة خلف ناموسيته، لأن هذه القاعات، بكل ببساطة، لا تقي حرا ولا بردا ولا بعوضا...

في هذا الحجز يتم التحكم في كل شيء من طرف ثالوث: الممرضين والممرضات، والفرَّاشات، وحراس هذه المصلحة.

فالممرضات لن يأتينك إلا متأخرات بعد الإلحاح عليهن، حتى في حالة وجود حقن مبرمجة مسبقا، فإن عليك طلبهن ولن يأتين في الموعد، إلا في حالات نادرة، كما أنهن يحرصن على غلق دورة المياه التي توجد بها مغسلة Lavabo لغسل الرضاعات وغيرها من مستلزمات الأطفال، والوضوء وغيره، فلا يبقى سوى مرحاض واحد يستخدم كدورة مياه ومغسلة ووو... فتجد أمامه طابورا لقضاء كل هذه الحاجات معا!

سيدات التنظيف أو الفراشات، وأحيانا، الفراشون، يسلقن الجميع بألسنة حداد، يدخلن فجرا دون سلام ويصفن الجميع بكل أوصاف غير لائقة من قبيل "البدو" وغيرها، وعليك خطب ودهن إن أردت تغيير لحاف سريرك Drap de lit، إن اتسخ، أو كنت ضيفا جديدا فإنك ستجد سريرا بدون لحاف، ويبدو أن هؤلاء من المصطفين الأخيار، ورفع عنهم القلم، وأعطوا الضوء الأخضر، فلا يسألون عما يفعلون....

حراس هذه المصلحة التابعون (نظريا) لإدارة هذا المستشفى، يشكلون حجر الزاوية في كل ما يعانيه هذا الحجز من مشاكل، وهم المصدر الرئيسي للضوضاء والصخب والجلبة على مدار الساعة، باستثناء فترة حضور الأطباء، حيث يحرص هؤلاء على تلطيف الجو والحد من الشجار مع الزوار، إلى حين انتهاء زيارة الطاقم الطبي.

في كل ساعة تقريبا هناك شجار بين أحد الزوار الذين اعتادوا عيادة مرضاهم، وبين أفراد طاقم الحراسة الذي يريد أن يفرض تطبيق قوانين الإدارة غير العادلة، في التمييز بين الحجز الفردي (درجة أولى) وبين الحجز الجماعي الذي يشكل غالبية المرضى من ذوي الدخل المحدود الذين لا يملكون ضمانات ولا تأمينات صحية أو طبية، فهم يدفعون ثمن ذلك.

في ظل الغياب التام لإدارة هذا المستشفى، هل سنشهد زيارة مفاجئة لفخامة الرئيس، كتلك التي قام بها لهذا المرفق بتاريخ: 18/07/2015 للإطلاع على وضعية هذه المنشأة التي تستهدف فئة هشة من مجتمعنا، لتحسين وضعية هذه المنشأة ؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق